الخميس، 28 أغسطس 2008

تأثير الصيام على بعض أمراض العيون

تأثير الصيام على بعض أمراض العيون


في الحقيقة : هناك بعض من أمراض العيون تتحسن تحسنا ملموسا بالصوم، وهذه من حكمة الله - جل وعلا - أن جعل الصوم مفيدا لصحة الإنسان ، وهذا مصداق لقوله - تعالى - في محكم التنزيل (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) (البقرة) الآية : 184.
ويمكن أن نعطي فكرة مبسطة عن أهم الأمراض التي تتحسن بالصوم كالآتي :
* الجلوكوما (الماء الأزرق) الأولية :

أ- الجلوكوما المزمنة البسيطة :
يحدث هذا المرض في العقد السادس من العمر ، ويصيب الرجال والنساء بنفس النسبة ، ويتميز بالعلاقات المرضية الآتية : ارتفاع في ضغط العين، انكماش في المجال البصري (ميدان النظر) ، تكوب حليمة العصب البصري ، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري ، الأمر الذي ينتج عنه كف البصر (العمى).
الحقيقة الثابتة ، أنه وجد أن هذا المرض يتحسن تحسنا ملحوظا بالصوم ، ولا سيما إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان ، بالإضافة إلى صوم النافلة .
ويمكن تفسير ذلك : بأنه أثناء الصيام يزيد تركيز الدم ؛ أي تقل نسبة الماء الموجودة فيه ، وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم ؛ ولهذا نجد أن زوائد الجسم الهدبي بالعين - المسئولة عن إفراز السائل المائي - تتأثر بننس! (الميكانيزم) ، مما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز السائل المائي - المسئول عن تنظيم حفظ العين فسيولوجيا - (د. محمود صلاح الدين. كتاب أسرار العيون).
ويمكن أن نعطي فكرة مختصرة عن دورة السائل المائي ، الذي يفرز عن طريق زوائد الجسم الهدبي ، ويصب في الخزانة (الغرفة) الخلفية للعين ، ثم يمر خلال حدقة (بؤبؤ) العين إلى الغرفة (الخزانة) الأمامية ، ثم إلى زاوية الخزانة الأمامية ، ثم يسلك طريقه خلال الدروب الغربالية وقناة شليم، إلى أن يصل إلى الأوعية الدموية الموجودة على سطح الصلبة.
ولكي نحافظ على بقاء ضغط العين الداخلى في المعدل الطبيعي - الذي يتراوح بين 12- 22مليمتر زئبقي - فمن الضروري أن يحدث توازن بين معدل إفراز السائل المائي بواسطة زاوية الجسم الهدبي ، ومعدل تصريفه من جهة أخرى ، عبر المسالك المخصصة لذلك.
ومما سبق ، نجد أن الصوم يؤدي إلى انخفاض في معدل إفراز السائل المائي ، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض ضغط العين الداخلي، وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين ، التي تعمل على تثبيط نشاط زوائد الجسم الهدبي ؛ مثل عقار الدايموكس Diamox ، والذي يمكن إعطاؤه عن طريق الفم ، أو عن طريق الحقن.
ب- الجلوكوما الحادة الاحتقانية :

وهذا النوع من الجلوكوما يحدث في العقد الخامس من العمر، ويصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 3 : 1 ، كما أن الشخص العاطفي - حاد الطبع ، عصبي المزاج - يكون أكثر تعرضا للمرض من الشخص العاطفي ، الذي لا يتفاعل تفاعلا خطأ مع المشكلات التي تواجهه.
بالإضافة ، إلى أن هذا النوع يحدث بنسبة كبيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من طول النظر ، حيث تتميز عيونهم بصغر حجمها ، والخزانة الأمامية تكون ضحلة ، كما أن زاويتها تكون ضيقة.
لا شك أن الحالة النفسية المطمئنة ، والصفاء الروحي ، والنفحات الإيمانية التي يعيش فيها الصائم ، كل ذلك يؤدي إلى استقرار حالته النفسية والعصبية ، ومن ثم يكون الصائم أقل عرضة من غيره للإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية ، التي تؤدي إلى حدوث الجلوكوما الحادة الاحتقانية .
ومن هذا المنطلق ، نستطيع أن نقول : إن دور الصيام في مثل هذه الحالات يعتبر دورا وقائيا في المقام الأول.
اعتلالات الشبكية :
هناك بعض أمراض بالجسم تؤدي إلى حدوث اعتلالات بالشبكية ، ومن أهمها :


- حالات ارتفاع ضغط الدم .
- حالات تصلب الشرايين .
- مرض السكري
والدور الذي يؤديه الصوم في مثل هذه الحالات ، يعتبر أساسا دورا وقائيا؛ إذ أن الصيام له تأثير ملحوظ في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم ، وتصلب الشرايين ، والسكري ، مما ينتج عنه كسر سلسلة التغيرات المرضية ، ومنع تفاقمها في هذه الحالات ، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حدوث المضاعفات إلى حد كبير .
ومن أهم هذه المضاعفات : حدوث اعتلالات الشبكية ، التي تؤدي إلى تدهور حدة الإبصار إلى حد العمى .
أما في حالات اعتلالات الشبكية الموجودة بالفعل ، فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة وعدم تفاقم حدتها ، وهذا يعتبر في حد ذاته عاملا مهما.
والجدير بالذكر ، أنه لا يوجد أي مرض من أمراض العين يزيد حدوثه ، أو يتأخر شفاؤه ، أو تتفاقم حدته بسبب الصيام ؛ لأنه طالما يستعمل المريض العلاجات الموضعية للعين الخاصة بهذه الحالات بصفة منتظمة - ليلا ونهارا - حيث إن جميع العلاجات الموضعية للعين لا تفطر ، وبالتالي لا تتأثر الحالة المرضية للعين بسبب الصيام .

الخلاصة
لا يوجد أي مرض بالعين يتأخر شفاؤه أو تزداد حدته بسبب الصيام
.

ليست هناك تعليقات: