الخميس، 28 أغسطس 2008

حكم صيام المريض الذي أجريت له عملية جراحية في عينه

حكم صيام المريض
الذي أجريت له عملية جراحية في عينه:

في الواقع ، يختلف الوضع حسب نوع العملية الجراحية التي أجريت للمريض في عينه ، وإذا نظرنا إلى العمليات الجراحية للعين ، نجد أنها تنقسم إلى قسمين أساسيين :
أ‌- العمليات الصغرى :
مثل عمليات : الشعرة ، والكيس الدهني ، وإزالة حبيبات التراكوما (عملية الفصد) ، وعمليات الظفر ، واللحمية ، وتسليك مجرى الدموع ، وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية .
بالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية صغرى ، فعليه أن يصوم ، وليس هناك أي ضرر يقع عليه بسبب الصيام ؛ لأن مثل هذه العمليات لا تؤثر مطلقا على الصيام بأي شكل ، ويحضرنا قول المولى - تبارك وتعالى – (... وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) (البقرة) من الآية : 184.
وإذا احتاج المريض إلى علاج بالفم - مثل المضادات الحيوية - فيمكن أن يصف له الطبيب المعالج أدوية طويلة المفعول ، يتعاطاها في الفترة بين المغرب والفجر ، أو يمكن أن يتناول المريض مثل هذه الأدوية عن طريق الحقن أثناء الصيام ، حيث إن الحقن لا تفطر من الناحية الشرعية - كما أفتى بذلك أهل العلم - ما عدا حقن الجلوكوز ؛ لأنها تعتبر غذاء.
ب - العمليات الكبرى :
مثل عمليات : الماء الأبيض (الكتاركت) ، والماء الأزرق (الجلوكوما) ، وترقيع القرنية ، والانفصال الشبكي ، وعمليات إزالة أورام العين ، وعمليات الحجاج .. إلخ .
وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية كبرى في عينه ، له أن يفطر ، ولا حرج عليه . وذلك يدل دلالة واضحة على تيسير وسماحة الشريعة الإسلامية ، ونستطيع أن نفهم ذلك من قول الله - جل شأنه - ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) (النساء) 28 ، وقوله - علا قدره - (.. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر... ) (البقرة) من الآية : 185 وقوله - جل شأنه - (.. وما جعل عليكم في الدين من حرج... ) (الحج) من الآية : 78 .
وكذلك نستطيع أن نلمس يسر الدين الحنيف في قول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - : " لا ضرر ولا ضرار" ، وقوله : " إن هذا الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه " . أخرجه البخاري .
وهناك نقطة مهمة جدا : هي أنه ينبغي على المريض أن يقضي فيما بعد الأيام التي أفطر فيها - بسبب إجراء العملية الجراحية في عينه - بعد أن يمن الله عليه بالشفاء ، ونستشف ذلك من قوله - سبحانه وتعالى - (.. ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر... ) (البقرة) من الآية : 183.
نصائح :
- يجب عدم الإفراط في تناول كميات كببرة من السوائل أو المشروبات والماء بعد سماع أذان المغرب مباشرة ، بينما تكون المعدة في هذه الحالة خالية تماما ، وإذا حدث ذلك ، فإننا نجد أن هذه السوائل يتم امتصاصها من الأمعاء بمعدل سريع ، فتذهب مباشرة إلى الدم ، مما يؤدي إلى انخفاض تركيز الدم ، وبالتالي يحدث زيادة ملحوظة في إفراز السائل المائي بواسطة الجسم الهدبي ، مما ينتج عنه زيادة ضغط العين ، وبخاصة لدى مرضى الجلوكوما المزمنة البسيطة ، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الحالة ، وزيادة حدتها.
ــ من الحكمة، استشارة طبيب مسلم خبير في علمه ، حاذق وماهر في تخصصه ، ولديه خلفية فقهية سليمة في أية مسالة تستدعى معرفة رأي الدين ، بالإضافة إلى الناحية الطبية ، دون تردد أو حرج ؛ فالطبيب في خدمة المريض دوما ، كما أن المريض أمانة في عنق الطبيب أمام الله - سبحانه وتعالى - .

ليست هناك تعليقات: