الخميس، 28 أغسطس 2008

* حكم القطرة ، والعلاج الوصفي للعين من الناحية الطبية .

* حكم القطرة
، والعلاج الوصفي للعين من الناحية الطبية .

بيان الناحية الطبية في استعمال القطرة :
في حالة استعمال القطرة في العين للعلاج ، فإنه عندما يقوم المريض بوضع نقطة واحدة من القطرة في عينه ، فإننا نلاحظ أن جزء منها يفقد إلى الخارج دون استفادة منه عند غلق العين ، أما الجزء المتبقي في كيس (فراغ) الملتحمة ، فنجد أن الجزء الأكبر منه يمتص بواسطة أنسجة العين ، أما الجزء الأصغر- وهو جزء يسير جدا - يختلط مع الدموع ، فيمر خلال رحلة الدموع المعروفة ؛ ابتداء من الثقب الدمعي ، ثم إلى القناة الدمعية العلوية والسفلية ، اللتين تتحدان سويا ، فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي ، الذي منه تمر الدموع إلى الماسورة (الوصلة) الدمعية الأنفية ، التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف .
وجزء من هذه الدموع ينزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان ، وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي ؛ بسبب حركة أهداب جدار الأنف ، والتي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي.
ولذا ، نجد أن جزءا صغيرا جدا - لا يذكر - يصل إلى البلعوم الأنفي ، وهذا يفسر لنا لماذا يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض القطرات؛ بسبب استثارة براعم التذوق الموجودة بالحلق ، والثلث الخلفي من اللسان .
ويمكن أن نوضح هذه الظاهرة بأنها : مجرد الإحساس بطعم القطرة فقط في الحلق - إذا كانت القطرة لها طعم مميز - فمثلا نجد أن مادة الكلورامفنينيكول - سواء أكانت معدة في قطرة مستقلة ، أو محضرة ضمن محتويات بعض القطرات المختلطة الأخرى - لها طعم مر ، وبعض القطرات الأخرى لها طعم مالح .. إلخ .
فلا شيء على الإطلاق إذا أحس المريض بطعم في حلقه ، ومن ناحية أخرى - لكي يطمئن المريض ، ومن باب الحيطة ، ودفع الوسوسة - يمكن للمريض إذا شعر بطعم في حلقه ، أن يبصق في منديل أو نحوه ؛ لطرد طعم القطرة الموجود في الحلق ، وإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه ؛ لأن هذا مجرد طعم في الحلق ، ولا يصل شيء من القطرة بأي حال من الأحوال إلى المعدة .
وجدير بالذكر ، أن الاكتحال أو العلاج الموضعي للعين ؛ مثل المراهم أو حقن تحت الملتحمة ، تأخذ حكم القطرة من الناحيتين الشرعية والطبية سواء بسواء .
ومن ناحية أخرى ، نجد أن هناك ضرورة لاستعمال القطرات والعلاجات الموضعية للعين بأنواعها المختلفة ، في كثير من الحالات المرضية للعين ، نذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - ما يلي :
حالات الجلوكوما (الماء الأزرق) ، حالات التهابات العين المختلفة - سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أو فطرية أو طفيلية - حالات حساسية العين، حالات جفاف العين ، علاج ما بعد العمليات الجراحية للعين.. إلخ ؛ ولهذا لا نجد أية غضاضة في استعمال القطرات والعلاجات الموضعية في نهار رمضان ، وحتى يتمكن المريض من الانتظام في استعمال العلاج دون الشعور بأدنى حرج .
الخلاصة
قطرات العين : ذهب الأحناف والشافعية إلى أن قطرة العين لا تفطر ، حتى ولو وجد طعمها في حلق الصائم . وذهب المالكية والحنابلة إلى أن المكتحل نهارا إذا وجد طعم الكحل في حلقه فسد صومه . ومن الوجهة التشريحية تنفتح القناة الدمعية التي تخرج من جوف العين على العين عبر فتحة فيه . وبالتالي فإن وضع قطرة في العين تصل إلى الأنف ومنه إلى البلعوم . والحقيقة أن جوف العين لا يتسع لأكثر من قطرة واحدة فقط . ولهذا يصف أطباء العين عادة وضع قطرة واحدة أو قطرتين في العين كل 6 ساعات مثلا . والكمية التي تصل إلى البلعوم ، إن وصلت ، كمية ضئيلة جدا . وهي بلا شك أقل بكثير مما يتبقى في الفم بعد المضمضة أو مما يدخل في الأنف أثناء الاستنشاق


ليست هناك تعليقات: